خفقت راية قطر عالية في سماء ولاية كنتاكي الأميركية أمس الأول الاثنين في افتتاح بطولة جمال العربية للسلالة المصرية بواسطة غشام الشقب المتوج بلقب فئة الذكور للسنتين ودولة الشقب المتوجة بلقب الأفرس ذوات الأربع سنوات في أمسية قطرية خالصة أثبت فيها خيول الشقب، عضو مؤسسة قطر، أنهم قادمون إلى كنتاكي من أجل المنافسة من موقع قوة، رغم شدة المنافسة ومستوى البطولة العالي الذي ظهر في أول أيامها على اعتبار أنها استقطبت عددا كبيرا من المشاركين الذين أظهروا قدرات كبيرة واستعدادا لدخول المنافسة من بابها الواسع، خاصة أن ولاية كنتاكي تعد قطبا من أقطاب تربية الخيول في العالم.
غشام الشقب بامتياز
سجل غشام الشقب الدخول الأول للخيول القطرية وسط منافسة قوية في فئة الذكور لسنتين؛ حيث شارك فيها عدد من الخيول القوية بما أشر لمنافسة شرسة وكان دخول غشام بمثابة الإعلان الواضح أنه مؤهل للفوز.. دخل يتهادى بمشيته الواثقة ونظرته المهيبة وحركته المتوازنة.. مر أمام ثلاثي لجنة التحكيم مروره الأول ووقف بهدوء الواثق من قدراته في زاوية ينتظر دوره في المرور مربع الكشف الدقيق أمام الحكام.. في وقفته تلك كان يبدو أنه يستعد لإبهارهم.. يعد العدة ليكون نجما فوق العادة.. وحين حان الموعد وقف رفقة العارض الذي يقوده بكل ثقة دون أن يكترث لهتافات الجمهور التي زادته أناقة وجمالا؛ لأنه ظهر متناسقا متكاملا.. ظهر رأسه في بداية الاكتمال والسير نحو سن النضوج أكثر، كما ظهر ظهره ومركبه مستقيما ولم تغب عنه أي ظاهرة من مظاهر الخيل العربية الأصيلة لينال ثقة لجنة الحكم وإعجاب الجمهور الحاضر بامتياز.
غشام الشقب ابن العديد وأمه غزالة الشقب من مواليد 2010 سبق له المشاركة في هذه البطولة الموسم الماضي وحصل على الميدالية الفضية، وجاء هذا الموسم ليحقق اللقب والميدالية الذهبية ويستعد ليكون أحد المرشحين للتتويج في اليوم الختامي السبت القادم.
دولة على خطى غشام
لم يكن دخول دولة الشقب مختلفا عن غشام الشقب بل سارت على خطاه.. سارت على نهج التألق والتوهج.. دخلت وكأنها تردد عبارات تأكيد الفوز القطري التألق في سماء البطولة للمرة الثانية على التوالي في اليوم الأول من البطولة.. واثقة الخطوة تمشي.. تعرف متى تسرع ومتى تكون خطواتها وئيدة.. خبيرة مسابقات أو على بعد خطوات من الوصول إلى لقب الخبيرة بالمواعيد الكبيرة والبطولات الأكبر.. تألقت.. توهجت.. كتبت بحروف الإبداع وعبارات التفوق أسمى روايات الفوز والتتويج الذي كتب لثاني مرة اسم الشقب على منصة التتويج بطلا متفردا.
دولة الشقب بنت العديد وأمها مسعدة من مواليد 2008 سبق لها المشاركة في البطولات الخارجية ونالت فضية بطولة بلجيكا، وحلت بكنتاكي الأميركية لتقول كلمتها العليا في فئتها محققة اللقب عن جدارة واستحقاق.
فرحة كبيرة لدى بعثة الشقب
رغم الثقة الكبيرة في الفوز قبل بداية المنافسة لدى أعضاء بعثة الشقب فإن الإعلان عن النتائج صاحبته فرحة كبيرة؛ لأن المنافسة كانت قوية والفوز له أكثر من معنى، خاصة أن فوز غشام الشقب تبعه فوز دولة الشقب مباشرة إضافة إلى أن الفوز له دلالات كبيرة في هذه البطولة التي تعرف مشاركة حوالي 350 رأسا من الخيول العربية للسلالة المصرية من مختلف أنحاء العالم.
وأسس حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى الشقب عام 1992 للمحافظة على الخيول العربية في دولة قطر وتطويرها.
ويشرف على إدارة الشقب رئيس مجلس الإدارة سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني. ويشمل الشقب مركزا لإنتاج وتربية الخيول وعروض الجمال، وأكاديمية ركوب الخيل، وإدارة القدرة والتحمل. وفي العام 2004 انضم الشقب إلى عضوية مؤسسة قطر. ومهمة الشقب هي تعزيز أعلى المعايير في إنتاج وجمال الخيل العربية وتوفير فرص استثمارية مبتكرة والتعليمية والقدرة على المنافسة في كل من فنون الفروسية.
فهد القحطاني مدير عام الشقب:
نهدي الإنجاز لمحمد بن حمد والمياسة بنت حمد
تقدم فهد القحطاني، مدير عام الشقب، بالتهاني إلى سعادة الشيخ محمد بن حمد رئيس مجلس إدارة الشقب وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد نائب رئيس مجلس الإدارة وأعضاء مجلس الإدارة الموقرين على الإنجاز الكبير المحقق بواسطة غشام الشقب ودولة الشقب في أول أيام بطولة جمال الخيل العربية للسلالة المصرية.
وقال «حققنا إنجازا كبيرا رغم قوة المنافسة الناتجة عن المستوى القوي لمعظم الخيول المشاركة، الأمر الذي أدى إلى تقارب النتائج، وأكد أن فوز غشام الشقب ودولة الشقب له أكثر من معاني التميز والتألق وسط هذه المنافسة الشرسة».
وأضاف القحطاني «وأتقدم بالتهنئة إلى فريق العمل في إدارة الإنتاج وجمال الخيل على البرامج المتميزة في الإنتاج والتي تدعو للفخر والاعتزاز؛ لأن الفوز المحقق جاء بفضل إنتاج الشقب».
سيطرة الجنس اللطيف على
لجنة التحكيم
يبدو أن تخصص الجمال والحكم عليه يبقى اختصاصا لطيفا؛ حيث تجلى ذلك في أول أيام بطولة جمال الخيل العربية للسلالة المصرية؛ لأن لجنة التحكيم ضمت أكثرية نسائية في معظم فئات العرض، ففي بعض الفئات تتكون لجنة التحكيم من ثلاث سيدات وفي فئات أخرى من سيدتين ورجل وهكذا تبقى السيطرة نسائية؛ لأن الجمال لا يقدره إلا الجمال في تناسق طبيعي منسجم بين طبيعة المرأة وطبيعة البطولة أو المنافسة المخصصة لجمال الخيل. وبالموازاة مع سيطرة الجنس اللطيف على لجنة التحكيم شهدت العروض تواجد عدد كبير من العارضات وعدد أكبر وسط الجمهور في المدرجات.
معرض على هامش البطولة
نظمت مؤسسة بيرايمد المشرفة على بطولة جمال الخيل العربية للسلالة المصرية معرضا على هامش البطولة يضم العديد من الأجنحة الخاصة بالمعاهد المتخصصة في تربية الخيول وكذا لبعض الملاك الكبار، كما فسحت المجال أمام بعض الحرفيين بعرض منتجاتهم التقليدية المرتبطة بالخيل سواء كتذكار للزوار من عشاق عروض الجمال أو أشياء متعلقة بتربية الخيول، وكانت الحلي الفضية والذهبية والمصنوعات الجلدية من أبرز المنتجات المعروضة للبيع إضافة إلى اللوحات الزيتية لبعض الفنانين تجسد جمال الخيول العربية في رسومات مميزة.
تهيئة الأرضية قبل بداية العرض
قام المنظمون قبل بداية العرض أمس الأول على تهيئة الأرضية بواسطة جرار ودامت فترة التهيئة قرابة الـ20 دقيقة تحولت فيها الأرضية إلى وضعية ملائمة جدا لبداية العرض وبدت مستوية مستعدة لاستقبال الخيول وعارضيها.
عبدالله الكواري:
خيل قطر أثبتت قدرتها على المنافسة العالمية
يرى عبدالله الكواري خبير الإنتاج بالشقب أن تحقيق النتائج الإيجابية والألقاب في بطولة جمال الخيل العربية للسلالة المصرية بكنتاكي الأميركية أو في بطولات أخرى يدعو إلى الفخر؛ لأن النتائج الإيجابية ارتبطت بإنتاج يخرج من قطر إلى العالم أجمع.
وقال الكواري «النتائج المحققة تدعو إلى الفخر وتعبر على جودة الإنتاج القطري والمكانة التي يحتلها بين دول عالم. إننا في الشقب حريصون على الجودة بالشكل الذي يجعلنا نقف على الدوام في الصفوف الأولى على منصات التتويج».
وأضاف «إنتاج قطر يحتل مكانة مرموقة في عالم مسابقات جمال الخيل العربية، وأصبح من أبرز المنافسين في مختلف البطولات التي تنظم في أوروبا وأميركا لذلك كلنا حرص على تصدير الجودة وإظهار أفحل الشقب بالصورة التي تليق بهم».
محمد السليطي:
ثقتنا كبيرة في خيلنا
يرى محمد السليطي، مدير إدارة الإنتاج وجمال الخيل بالشقب، أنهم قدموا إلى كنتاكي الأميركية وكلهم ثقة في تحقيق الفوز لأنهم يثقون في الخيل التي جاؤوا بها إلى هذه البطولة.
وقال السليطي «جاء اليوم الأول من بطولة جمال الخيل العربية للسلالة المصرية بكنتاكي وفق ما نشتهي؛ حيث حققنا المركز الأول في فئة الذكور لسنتين بواسطة غشام الشقب كما حققت دولة الشقب المركز الأول في فئة الأفرس لأربع سنوات».
وأضاف «قدمنا للمشاركة في هذه البطولة وكلنا ثقة في الخيل التي قدمنا بها إلى هنا، وكنا نتوقع تحقيق نتائج إيجابية والحمد لله على التوفيق الذي حالفنا في اليوم الأول، ونتمنى أن نواصل على نفس الدرب والنهج في قادم أيام البطولة».
وأوضح «كانت المنافسة قوية وشرسة؛ لأن عدد المشاركين كان كبيرا ومستوى البطولة قوي جدا وهذا المستوى العالي من التنافس يعطي لفوز غشام الشقب ودولة الشقب أهمية بالغة، ويؤكد قوتهما ومستواهما العالمي الذي وصلاه في هذه البطولة».
وخلص السليطي إلى القول «غشام الشقب ابن العديد ودولة الشقب بنت العديد ونحن بهذا نهدف إلى عرض أبناء البطل العديد من إنتاج الشقب».
منصة التتويج والتراث العربي
صممت لجنة تنظيم بطولة جمال الخيل العربية للسلالة المصرية بكنتاكي الأميركية منصة التتويج بشكل مستوحى من التراث العربي الإسلامي؛ حيث وضعت خلفية مرسومة فيها منارات المساجد والخيام ورمال الصحراء والجمال وأقواس تعبر عن العمارة الإسلامية إضافة إلى مجسمات لأشجار النخيل، وبدت منصة التتويج وكأنها تضفي على البطولة بعدا أصليا وتعيدها إلى فضائها الحقيقي فالبطولة تجمع خيولا عربية من سلالة مصرية والفائز تنتظره منصة تتويج لخلفية مستوحاة من التراب العربي الأصيل.