لعل السر في جمالها الأخاذ، وسرعتها التي يضرب بها الأمثال، وقوتها التي تقاس بها المحركات؛ يكمن في تلك السويعات القليلات التي تنال فيها الخيل قسطا من الراحة، وتخلد فيها إلى النوم. فالنوم ويساعدها على إراحة عضلاتها وتخفيض معدلات التنفس، وضربات القلب، كذلك يخفض من درجة حرارة الجسم، وبالتالي تجديد الحيوية والنشاط .. والظهور بأجمل الصفات. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ارتبِطوا الخيلَ وامسَحوا بنواصيها وأعجازها أو قالَ أَكفالِها وقلِّدوها ولا تقلِّدوها الأوتارَ”. وارتبطوا الخيل أي بالغوا في ربطها وإمساكها عندكم.
تستطيع الخيول النوم قائمة و مستلقية على الأرض، ولها القدرة على الدخول في مرحلة النوم الخفيف وهي قائمة، ويعود ذلك إلى غريزتها كفريسة في الحياة البرية, فالاستلقاء يجعلها أكثر عرضة لخطر الحيوانات المفترسة. وهي تستطيع النوم قائمة لأنها خلقت بسيقان تحمل تقنية تمكنها من إراحة عضلاتها بدون الحاجة إلى الاستلقاء.
تختلف الخيول عن الإنسان في عدم حاجتها إلى فترات طويلة وغير متقطعة من النوم، فهي تحصل على كفايتها من النوم بفترات قصيرة ومتقطعة. ويعود ذلك إلى أن الخيول بحاجة أن تكون مستعدة للهرب في أي لحظة من حيوان مفترس بحكم غريزتها. فتقضي ما بين 4 إلى 15 ساعة يوميا ترتاح فيه وهي قائمة, ومن عدة دقائق إلى عدة ساعات من الاستلقاء على الأرض، وبالرغم من ذلك لاتقطع الخيول كل هذا الوقت بالراحة في الواقع, فالمجموع الكلي لأوقات الراحة يوميا حوالي ساعتين خلال 24 ساعة على فترات متقطعة تصل إلى 15 دقيقة.
الخيول بحاجة إلى الاستلقاء على الأرض للوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة في النوم. وهي بحاجة فقط إلى ساعة أو ساعتين كل عدة أيام للحصول على الحد الأدنى. وإذا لم يُسمح للخيل بالنوم مستلقية, بعد عدة أيام قد تسقط فجأة نتيجة لدخولها في مرحلة حركة العين السريعة وهى قائمة، وهذه الحالة تختلف عن حالة الخدار, وقد تصاب باضطراب ما.
تنام الخيول بشكل أفضل في مجموعة, فبعضها تخلد إلى النوم في حين تبقى الأخرى تحرس متيقظة لأي خطر، أما الخيول التي تبقى وحيدة بشكل كامل، ربما لن تنام بسبب غريزتها التي تبقي أعينها متيقظة خوفا من الافتراس.
تختلف طول فترة النوم حسب المكان، فالخيول المقيمة في الاسطبلات تنام أكثر من خيول المراعي، والمهر ينام فترة أطول من الحصان الناضج، وتنام الخيول لمدة أطول في الجو الحار عنها في الجو البارد، كما توجد علاقة بين التغيير في عادات الطعام ومدة النوم، فمن المعروف أن الحصان الذي يتناول الشوفان فقط، ينام لفترات أطول عن مثيلة الذي اعتاد على الرعي وتناول الحشائش.
للخيل أساليب متعددة للراحة والاسترخاء وبمعدل فترتين أو أكثر خلال اليوم الواحد، وهناك قيلولات، فعند الرعي فإنها تأكل وهي واقفة حتى يغلبها النعاس، وهذا ما يحصل عند الأمهار في المراحل المبكرة من حياتها. فالأمهار حديثة الولادة تنام غالبا وهي راقدة في وضع جانبي أو عمودي، وفي حال عدم تمكن المهر من الاضطجاع فإنه يرتاح وهو في حال الوقوف وعيناه مغلقتان، أما الخيل البالغة فغالبا ما تسترخي وترتاح وهي واقفة والذي يستهلك حد أدنى من الطاقة.
في دراسة أجريت عن ظاهرة النوم عند الخيل استخدمت فيها بعض التقنيات الحديثة؛ وجد أن النوم يأخذ نحو نسبة 32 إلى 41 في المئة في الساعات بين الثامنة ليلا إلى الرابعة صباحا، أما النعاس والتكاسل فيحدثان في أوضاع الاسترخاء الجانبية ويأخذان نحو 4 إلى 10 في المئة من وقت الليل الذي ينام فيه الفرس ما بين الساعة 10 إلى 12 متبوعا بالتكاسل، أو حالات النوم المتداخلة من نعاس إلى نوم.
وجود جهاز الاحتمال في أطراف الخيل يعطيها القابلية للارتخاء في حال الوقوف مع قليل من الاجهاد، والقدرة على الوقوف لفترات طويلة. وقد ذكر أحد مصدري الخيل أن خيله بقيت واقفة لأكثر من شهر في السفينة، وهذه قدرة غير عادية تدل على مدى قوة الخيل.