من شدة جمال الخيل، وحب الناس لها؛ فقد صنعوا لها لعبا تبهج الناظرين، ففي حديث لعائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: “قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من غزوةِ تبوكَ أو خَيْبَرَ ، وفي سَهْوَتِها سِتْرٌ ، فهَبَّتْ رِيحٌ ، فكشفت ناحيةُ السِّتْرِ عن بناتٍ لعائشةَ لُعَبٍ ، فقال : ما هذا يا عائشةُ ؟ قالت : بناتي ، ورأى بينَهن فرسًا له جَناحانِ من رِقاعٍ ، فقال : ما هذا الذي أرى وَسَطَهن ؟ قالت : فرسٌ ، قال : وما هذا الذي عليه ؟ قالت : جَناحانِ ، قال : فرسٌ له جَناحانِ؟ قالت: أَمَا سَمِعْتَ أنَّ لسليمانَ خَيْلًا لها أجنحةٌ ؟ قالت : فضَحِك حتى رأيتُ نواجذَه”.
ولتبيين معنى بعض الكلمات فإن؛ (أو خيبر): شك من الراوي (وفي سهوتها) بفتح السين المهملة، أي صفتها قدام البيت، وقيل بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع، وقيل هو شبيه بالرف والطاق يوضع فيه الشيء. (فكشفت) :أي أظهرت. (ناحية الستر): أي طرفه. (لعب): بضم ففتح، بمعنى دمى. (ورأى): أي النبي صلى الله عليه وسلم (بينهن): أي بين البنات، (له): أي للفرس (من رقاع): بكسر الراء جمع رقعة، وهي الخرقة وما يكتب عليه، (وسطهن) بالسكون، قيل: الوسط بالسكون بمعنى بين، نحو جلست وسط القوم أي بينهم. قال: (فرس له جناحان): بحذف الاستفهام، (حتى رأيت نواجذه): أي أواخر أسنانه.
وقد جاء في الموسوعة الفقهية أنه استدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن، وجواز بيع لعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن.
وأما قصة خيل سليمان فقد جاءت في سياق الآية: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) أي: إذ عرض على سليمان في حال مملكته وسلطانه الخيل الصافنات. قال مجاهد: الصافنات هي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة، والجياد: السراع. وقد قيل إنها كانت عشرين فرسا ذات أجنحة، وقيل عشرون ألف فرس. وقوله: (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) ذكر المفسرون أنه اشتغل بعرضها حتى فات وقت صلاة العصر.