حملت بطولة الأحساء الوطنية الثامنة لجمال الخيل العربية الأصيلة، التي أقيمت بمحافظة الأحساء في الفترة من 30 مارس حتى 1 أبريل؛ أخبارا سارة، للعرب ككل، وللمملكة العربية السعودية خاصة؛ في مجال مسابقات جمال الخيول العربية الأصيلة. فلأول مرة يتم اعتماد مجموعة من الحكام السعوديين رسميا في بطولات الهيئة الأوربية لمسابقات جمال الخيل العربية الأصيلة (إيكاهو).
أما الحكام، فأربعة من الأنجم، لمعت أضواؤهم ليلا ونهارا في سماء محافظة الأحساء، حينما كانوا ضمن الفريق الذي أدار منافسات بطولة الأحساء الوطنية الثامنة لجمال الخيل العربية الأصيلة التي أقيمت مؤخرا. فعبد الله المقبل وفهد الدغيلبي وماجد المحياوي ووليد الحدادي؛ ليست هذه المرة الأولى لهم في النجاح والتوفيق، فقد تم اختيارهم من قبل لإدارة شوط الخيل السعودية الأصل والمنشأ، ضمن بطولة الرياض لجمال الخيل العربية الأصيلة التي أقيمت في الفترة من ٥ إلى ٧ يناير ٢٠١٧م. باعتبارهم أول حكام سعوديين يديرون أشواط الخيل سعودية الأصل والمنشأ. وكان هؤلاء الحكام قد اجتازوا دورات التحكيم التي أقيمت بمركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، والتي تؤهل الحكام لإدارة بطولات الجمال المحلية والدولية. إلا أن رابع الثلاثة؛ كان الأسبق، في اعتماده رسميا في إدارة الميادين، ففي عام 2015 كرمت إدارة مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، وليد بن هادي الحدادي لاعتماده رسمياً مدير ميدان في بطولات عروض جمال الخيل العربية، لدى (الإيكاهو) وذلك بدعم من المركز. وبذلك كان الأول في إدراج اسمه في الكتاب الأزرق، الذي يصدر بشكل سنوي من منظمة الإيكاهو، بصفة (أول مدير ميدان سعودي رسمي)، وكان فخرا لبلاده، وكلهم كانوا فخرا للعرب.
وأما الأحساء، فهي عبارة عن منطقة مترامية الأطراف، تحيط بها الرمال من جهاتها الأربع. تقع في شرقي المنطقة الشرقية بالمملكة، وتعد أكبر واحة نخيل عربية، حتى أطلق عليها البعض لقب بحر النخيل، أو بحر من نخيل، ذلك لأنها تضم على أراضيها مساحات هائلة من النخيل. وما يهمنا فيها هنا؛ أنها المحافظة التي نالت قصب السبق في إشعال مسابقات الجمال بإقامة أول بطولة لجمال الخيل العربية الأصيلة (لم تكن رسمية) بعد تجربة يتيمة من مركز الملك عبدالعزيز قبلها بسبع سنوات، وكانت شامة جميلة في جبين الخيل العربية بالسعودية.
نجاح الحكام الأربعة يعود فضله لله تعالى أولا، ثم لمركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، الذي وضع الثقة برجال كانوا أهلا لهذه الثقة، وكانوا عند حسن الظن. فما بخل المركز بالمساعدة، فقد أقام الدورات، ونظم المنتديات، من أجل إعداد حكم عربي مؤهل يُستغنى به عن الحكام الأجانب. وهنا لابد من توجيه صوت من الثناء والتقدير لهذا المركز الصرح، فله من الشكر ما يستحقه.
من جانبه، شكر عبد الله المقبل في حسابه في انستجرام نيابة عن زملائه؛ مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية، والملاك، وكل المشاركين، الذين كانوا سندا قويا لهم بعد الله تعالى، أوصلهم إلى هذا الإنجاز الكبير. وتمنى أن يكون ما قاموا مرضيا للجميع، وإن كان هنالك تقصير؛ فليلتمسوا لهم الأعذار.
ما زال عدد محكمي الخيل من العرب قليل، بالرغم من أن أجدادهم هم من وضع أسس التحكيم. وهنا تكمن مهمة المركز في تدريب المزيد. ولكن رغم قلة العدد، إلا أنهم مبدعون، فقد شاركوا في بطولات عالمية ومحلية، فأثبتوا كفاءتهم، ولمعت أسماؤهم.
أوردنا أسماء الحكام الأربعة، لا لمجرد القراءة والإطلاع، إنما لتشجيع من أراد الدخول إلى هذا العالم الجميل، وبث روح الحماسة فيه، حتى يكثر العدد من محكمي الخيل العربية من العرب، بخاصة في البطولات من التصنيف (أ) و(ب). ويسرنا كثيرا أن نرى دائما حكاما عربا يمسكون بكراساتهم وأقلامهم، يتجولون بين خيل العرب، يعيدون للأذهان تاريخ أجدادهم، يملئون الجرة بالماء، لا بالهواء. يعدلون.. لأنهم أعلم بخيلهم من غيرهم. يتطورون.. لأنهم أهل لذلك. يُرضُون.. لأنهم أقوياء أمناء، فتأتي نتائجهم مرضية للجميع. وبما أن مبادئ التحكيم المعاصرة الغربية (أوربا وأمريكا) هي بالأساس مشتقة من فهم العرب لجمال الخيل؛ فلنسترد إرثنا، ولنبدع فيه. ولنكثر من صنع الرجال عبر الدورات التدريبية التي تؤهلهم للمشاركات المحلية والعالمية.
لقد أثلج صدري ذلك ، ها قد سطر تاريخ البطولات هذه الريادة للمملكة، أرفع لكم العقال إخوتي.